القائمة الرئيسية

الصفحات

 ابني الصغير يضربني

يشتكي معظم الآباء والأمهات من أن ابنهم الصغير يقوم بضربهم بيده الصغيرة أو شد شعرهم، فيا ترى ما الأسباب التي تجعل الأطفال في هذه الأعمار يضربون آباءهم؟ وما هي الحلول؟ وهل من الممكن أن تتطور هذه المشكلة إن لم تعالج في سن صغيرة؟ تابعوا معنا هذه السطور.

لماذا يضربني طفلي كلما غضب؟

يتساءل بعض الآباء إن كان هذا دلالا زائدا، أم ماذا؟ في الحقيقة هناك عدة أسباب تجعل الأطفال يضربون الآباء ومنها:

أولا: الطفل الصغير الذي لم يحسن الكلام بعد، فهو لا يستطيع التعبير بالكلام عن ما يضايقه، فيلجأ للضرب حتى يعبر عن أن هناك ما يضايقه.

ثانيا: بعض الأطفال يضربون آباءهم لمشاهدة ردة أفعالهم، فهو يجرب شيئا جديدا.

ثالثا: أحيانا يكون السبب من وراء ضرب الأطفال لآبائهم هو المزاح.

رابعا: الإحباط أيضا من ضمن الأسباب التي تجعل الطفل يضرب والديه.

خامسا: الطفل الصغير دائما ما تكون الأم هي الأقرب له، ولذا فهو يعبر عن إحباطه أحيانا بشد شعرها، وأحيانا أخرى بضربها.

سادسا: في حالة وجود شخص عصبي في البيئة المحيطة للطفل، فالطفل يكتسب صفات من حوله سواء الهدوء أو العصبية.



كيف أتعامل مع طفلي عندما يضربني؟

تأتي الحلول دائما بعد معرفة الأسباب، ولذا بعد معرفتنا للأسباب وأن هذا يعد شيئا طبيعيا، فيجب إيجاد الحلول حتى لا يتفاقم الأمر ويصبح عادة عند الطفل حتى يكبر، وهنا تكون الكارثة. 

فالحلول هنا تنقسم إلى حلول وقتية، أي في حالة ضرب الطفل لأحد والديه، وحلول جذرية، وهي حلول لمعالجة أسباب الضرب من الأساس.

الحلول الوقتية

 إذا شد الطفل شعر والدته، تقوم الأم بتقريب يده من شعرها ثم الضغط بلطف على مشط اليد حتى يترك الطفل شعر أمه.

إذا اقترب الطفل من أحد والديه حتى يقوم بضربهما فيقوم الوالد بإمساك ذراعيه بدون قسوة والضغط البسيط عليهما، مع النظر إليه بوجه خال من التعبيرات، حتى يعلم أن الضرب لبس مقبولا ولكن بدون إيذاءه نفسيا أو جسديا.

في حالة عض الطفل لأحد الوالدين، فيقوم الوالد بالضغط اللطيف على جانبي فمه حتى يكف عن العض.

وليس من الحل أبدا ضرب الطفل أو الضغط على يديه بقوة أو النظر له بقسوة، فهو يحتاج إلى مشاعر الوالدين حتى يكف عن غضبه.

ومن غير الصحيح أن يقوم الوالدان بالضحك عند ضرب طفلهما لهما أو لأحدهما، حتى لا يقوما بتعزيز هذه الصفة لديه ويعتقد أنها من المزاح المقبول.

الحلول الجذرية

 من المهم جدا تعليم الطفل كيف يعبر عن مشاعره، فهو إن غضب ووجد إحتواءا ثم تقويما من والديه فهو سيكف عن ذلك السلوك لا شك.

كيف أتصرف حتى أعلم طفلي التعبير عن مشاعر الغضب؟ 

أخبر طفلي أنني اتفهم مشاعره وأتحدث معه بنبرة هادئة بعيدة عن العصبية حتى يهدأ، ثم أطلب منه أن يتحدث عندما يهدأ ويخبرني بما ضايقه، وهنا قد يتجاوب معك الطفل سريعا وقد يحتاج عدة مرات حتى يستجيب لذلك، ثم بعد أن يهدأ اجلسا سويا لوضع الحلول وتخبرينه أنه ليس من المقبول إطلاقا أن يعبر عن رأيه بأي شكل من أشكال العنف.

بالطبع هذه الطريقة لا تصلح للتعامل مع الأطفال الصغيرين جدا، وفي هذه الحالة يكفي أن تحضنيه وتمسكي يديه الصغيرتين حتى لا يضربك، وبالتالي فإنك هنا تعلميه كيف يعبر عما بداخله بدون كتمان أو ضغط.

يحتاج الإنسان إلى العواطف ممن حوله، خاصة في اوقات ضعفه، فإذا تعرض أحدنا لموقف ضايقه ثم وجد التفاهم ممن حوله، فإنه سيهدأ ويتعلم كيف يأتي ويتحدث عما ضايقه.

المراجع:

د. جاسم المطوع الخبير الاجتماعي والتربوي.

أ. صلاح اليافعي.

د. علياء جاد طبيبة متخصصة في التعليم الصحي.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات