القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف أتعامل مع المراهق؟

في البداية لكي يستطيع الوالدان من أبناءهم فلابد من وجود صداقة وحوار جيد، وهذا الحوار يتم باختيار الأسلوب المناسب للتعامل مع المراهق حسب عمره وشخصيته، كما ذكرت فرانسيس جينسيس في كتابها ( عقل المراهق).

يشتكي العديد من المراهقين من عدم وجود تقارب بينهم هم وآباؤهم، ويؤدي هذا إلى انغلاقهم على أنفسهم واتخاذهم من أصدقائهم   قدوة ومصدرا لمعلوماتهم، فماهو الحل لوجود علاقة قوية وانسجام بين المراهقين وآبائهم؟ يحتاج المراهق في هذه المرحلة إلى عدة

احتياجات سنتعرف عليها في السطور التالية.


لغات التعامل مع المراهق

 توجد خمسة لغات للتعامل مع المراهق حسب عمره وهي:

لغة التعامل الأولى: لغة المشاعر لا المنطق، تناسب مرحلة المراهقة المبكرة من عمر الثاني عشر حتى الرابعة عشر عاما، يحتاج المراهق في هذه الفئة العمرية إلى كلمات تعبر عن حبه بلا شروط، فهو هنا لا يحتاج لغة الوعظ والمنطق، فأنت بذلك تعبر له عن تقبلك له مهما حدث، فإن أخطأ في شيء جربا احتواءه أولا ثم وعظه فيما بعد، فهذا يدعمه ويعطيه ثقة في مكانته لديكما.

لغة التعامل الثانية: وهي لغة الاعتراف بالقوة، وتكون في المرحلة العمرية من الرابعة عشر حتى الخامسة عشر عاما، وهذا يرجع إلى أن جسمه يزداد في النمو، ومديح قوته يزيد من ثقته بنفسه. على سبيل المثال امدحه عندما يحمل شيئا ثقيلا، أو اطلب منه أن يحمل شيئا ثقيلا في متناول قدرته ثم امدح قوته حينها.

لغة التعامل الثالثة: لغة المسؤولية وتكون من عمر السادسة عشر حتى السابعة عشر عاما، وهنا ينمي الوالدان لدى المراهق الإحساس بالمسؤولية والتعاون تجاه أسرته ونفسه، فقم بإعطاء المراهق مسؤولية ولا تتدخل في التفاصيل كثيرا، بالتعديل أو التقويم، فقط انتظر منه أن يقوم بتلك المسؤولية وانتظر النتائج، وهنا اطلب منه مسؤولية ليست بسيطة حتى تزيد من تحمله بالمسؤولية تجاه الأسرة، فمثلا اطلب منه أن يعتني بأخيه الأصغر حال إنشغالك، أو اطلب منه أن يوصل أخيه الصغير إلى المدرسة، وهكذا.

اللغة الرابعة: لغة الإعتماد، وهذه اللغة تناسب المراهقين في عمر السابعة عشر حتى الثامنة عشر عاما، وهذه اللغة مرتبطة باللغة السابقة (لغة المسؤولية)، وهنا اعتمد عليه اعتمادا كليا في إدارة شئون المنزل، وتذكر دائما أن تتهمه بالفشل إذا أخفق ولكن امدحه على ماأنجزه وأخبره أنك تثق فيه.

من المهم ملاحظة أن تحميل الابن المسؤولية لا يبدأ من هذه السن ولكن يصل ذروته هنا، فأنت بدأت بتعليمه المسؤولية منذ الصغر في أشياء تناسب عمره مثل ترتيب غرفته، وتنظيم مصروفه، ويزداد تعليمه تحمل المسؤولية في كل مرحلة عمرية من حيث إدارة المنزل والمسؤوليات المادية، كما يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء.  

اللغة الخامسة: وهي لغة المشاركة، خاصة في عمر السابعة عشر إلى العشرين عاما، فلابد من مشاركة المراهقة في أفكاره واهتماماته و التعرف على عالمه، أوجد أنت شيئا مشتركا بينكما بالذات مع وجود الإنترنت، فأنت إن شاركته اهتماماته وتعرفت على أصدقائه ستجعله يعتاد على وجودك بجانبه حتى وإن وقع في مشكلة فتستطيع التعاون على حلها بدلا من طلبه المساعدة ممن لا تعلم عنه وعن قيمه شيئا.  

أنوه على أن هذه اللغات لابد من وجودها دائما ولكن أوجدت الدراسات أن للإنسان احتياجات تتفاوت لكل مرحلة عمرية.

وأخيرا.. اندمج مع ابنك في حياته واعلم من هم أصدقائه قدر المستطاع، حتى تكونا صديقين منذ صغره ويعتاد وجودك داخل عالمه حتى يستقي منك معلوماته وقيمه، وتذكر دائما أن الوقت ليس متأخرا للبدء في تدارك ما فات، فلا داعي لجلد الذات.

المراجع:

كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعالية، ستيفن أر. كوفي.

كتاب عقل المراهق، فرانسيس جينسيس.

أ.صلاح اليافعي.  

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات